الغلبة هاذي صارتلي عندها مدة، ايامات راس العام. و شوف سبحانك يا ربي من راس العام لتوا و انا مزلت نرقل عليها و كل ما نتفكرّها يديّا تبدا تاكل فيّا و لتوا لا بردت و لا صفيت.
بسبب ظروف شخصية -بكلّكم عرفتوها طبعا- امّى قاتلي لازم نفرحو بالناس و نحضرو عشاء قمقموم. يا بنتي فكّ علينا اخطانا اتوا نتّكاو على الخبزة اللي بش يجيبوها و صلّى الله و بارك. و انا قلبي ما قايلي خير و قلت يا ذنوبي كان فيها عشاء الحكاية، كان اصلا ما وفاتش بنَتْنَة (و توا في مناسبة اخرى نحكيلكم علاه). زايد، شدت الصحيح و رصاتلي كي الناس الملاح هازتها لجيان بش تقضي اللي كتب من ربي.

وصلنا، الدنيا تملى و تفرّغ. العباد الكل، عيني ما تضر تشري و تكدس. و هاذي خاصية هايلة عند التونسي، في نطاق التعايش السلمي مع الحضارات و تلاقح الشعوب، كل ما فما مناسبة فيها ماكلة وهرج كل ما هو محتفل، سواء يمّن ولا ما يمّنش. العيد، عاشوراء، خرجة سيدي بوسعيد، عيد ميلاد بوذا، اللي حاضر يززي...

ايا سيدي امّى عجبتها القنّارية، فيولات جديدة تعمل الكيف. قاتلك نعملو قنارية محشية. الله يبارك. بدات تكدس و تحط و تتلفتلي هوما ياخي قداه؟ استنى اساعة، نحن قداه؟ عندك نحن و عندك كلوفية هذيكا نعرفها ما تجيش وحدها و عندك دار خوالك و دار عمامك و عندك جارتنا فلتانة و بنت عمتها فلانة، و عندك ولد عم بنت خالة جار العطار متع الحومة، مايجيش عشرة عمر ما نستدعاوهمش!
نطقت من اجنابي، قلتلها و انت فاش قام عليك ما تستدعاش العباد و تقعد في الحشمة، مش كان نسكرو النهج بباش و نعيطو لأمة محمد خير؟

باللّى قلت باللي سميت، شي، انا نجري بالشاريو و هي تجري ورايا و تكدّس في القنّارية و تسميلي في احبابها و انسابها اللي بلاش بيهم كل شي يبطل.
آخر ورقة في يدّى، خنقت صوتي تقولش عليّا خانقتني غصة البكاء و قلتلها كان ما
الجماعة يتفجعو م الحضبة و يوهقو و يشدو المزفّت و نقعدلك على قلبك...
بالتصوير البطئ، امّي يدها اتجمدت في الهواء...عاودت هبّطت القنارية بهدوء شديد. و على مرتين بش تعاود تفرغ الشاريو و تعطي على ساقيها للريح لا عشاء لا حتى شربة ماء و تمشي تلم سبعة حجرات بش ترميهم ورايا نهارة اللي نخرج م الدّار.

ما صدّقت لربي، مشيت نجري للراجل اللي زارعينو في وسط الخضرة بش يحطلي الاسوام و يحطهملي في شكاير و انا ندز في الشاريو بكلو حشيش قول بش نعلف بهيم. ايا وصلت، لقيت قدامي زوز نساء، استنيت دوري كي المرا المليحة. جا بايي، بديت نرصّفلو و نكدّس و الراجل العرق البارد يسلت عليه. بما انو حكايتي مطوّلة، ما نعرفش كيفاه شبكنا الحديث و بدا مسكين يتغبّن على سعدو و وعدو.

طلع مسيكن امترز في الانقليز و ما نجحش في الكاباس قداه من عام. ما لقاش خدمة في دومينو و اهلو ما عندهمش باش بش يصرفو عليه، رصاتلو خدم على اكا الميزان شدّان يد. هوا مزال بدى يحكيلي انّو خطيبتو تحب تفسّخ الخطوبة خاطر تقدّملها ولد الجيران اللي ما يكتبش اسمو ع القلّة اما بوه عملّو حمّاص، و انا مندمجة في الحديث، فجأة نسمع في العيطة:

- لاااااااا، مش معقول هذا مش معقول!
على نيّتي، اتلفتت للمرا اللي ورايا و قلتلها:
- شفت بالله ملّا غلبة؟ الشهايد ماعادش توكّل خبز!
- انا شهايد و انا خبز؟؟ مش معقول اللي تعمل فيه انت يا للّا !
- انا؟؟؟ اش فمّا؟؟
- لااا حتّى شي! شنوّة اللي حاطتو فوق الكنتوار هاذا؟
- شنوة هاذا؟ قنّارية!
- اي مش معقول بش تعطّلنا الناس الكل!

تلفتت ورايا نلقى صفّ لا باس بيه، يجي عشرة م الناس يستناو في طرحهم بش يوزنو الخضرة. توا صحيح انا عندي كميّة كبيرة، لكن انا في حقّى جيت قبلهم. و لكن بما انّو الحكاية مزالت ما وفاتش و نحب نعرف الخطيبة شكون بش تاخو، قلت بربي خ نجبد روحي على جنب و نعديهم و ناخو راحتي في التنسنيس. انا مزلت بش نعمل خطوة على جنب و فجأة نسمع الجملة اللّى جابتلي حالة الثّور (و اللّى نسى شنوة هي حالة الثور و الّا مزال جديد بيناتنا هاو الليان اللي يرجعلو) :
- هاو علاه نحن التوانسة بش نقعدو متخلّفين، ما نقدّروش الاخرين و ما نعرفوش الاحترام!

بالتصوير البطئ ايضا، ندورلها و نعمللها كحرة تحكي معايا سيادتك؟
و بدات المدام تعمل في موشّح اندلسي على احترام الاخرين و على التقدم و التُّخُلّف و بش تشكي بالراجل اللي شادد الميزان و كان لزم بيّا انا، خاطر العباد اللي كيفنا هوما السبب في الفوضى و تخلّف بلدان العالم الثالث...
ما غير ما نشعر نطقت قلتلها :
- و الاحتباس الحراري؟
- إح... إح... تتمقصص عليّا؟؟؟
- امالا اش تحبني نعمل؟ تي احمد ربي شادة روحي لتوا لا اتطرشقت بالضحك!
- علاه مسكرتّو قدامك؟
- بربي يا مدام، النظام و التطور و احترام الاخر، مش لازم عليك تحترم كوني انا جيت قبلك؟ و اللي انا في حقّى؟ و اللّى سيادتك قاعدة تعتدي عليا بالقول و تقلّق فيا و انت على غلط؟
من حقّى نشري قد ما نحب و من حقي -كي يبدا طرحي- نتعطّل قد ما نحب و من واجبكم بما انكم جيتو بعدي تستناو حتّى نكمل. هاذا هو النظام و هذا هو التحضّر.
- اي و انت علاه ما تقصهاش وحدك القنّارية؟ علاه هوا يقصّهالك؟
- خايفة على ظوافري. باهي هكّا؟؟ مدام تابعة خدمتو، انا يا اخي نحبو هوا يقصّهالي. اتدبّر فيا اش نعمل و اش ما نعملش؟ اللي مزروب يمشي يقضي من بلاصة اخرى. اي عاد وين كنّا في الحكاية يا خويا، اش عملت مع ولد مولى الحمّاص؟

المرا بدات ترقل ترقل حتّى قلت تموتشي في جرتي العزا؟ و قلبي عاود حنّ و قلت بربي خ نخليهم يتعداو. انا مزلت ما نطقتش و وحدة اخرى تبعثلي زريقة ارض جو :
- بنات عقاب الزّمان. حتّى طرف قنارية ما تعرفش تلويها...
- لا اختصاصي لويان العناكش... ( و الجملة هاذي بسترة ربي زرفت منّى بالشوّية، ما سمعتهاش كانشي راهم دوّرو جيان للمركز).
- اش قلت؟
- قتلك عندك الحق. و انت تبارك الله حاذقة، مش كيفي. ايا اتفضّل مدّ يدك للبركة و عاونو بش نكمّل فيسع و تتعداو!

المرا الثانية كيف كيف غزّلت غزّلت و خلات الخضرة و هزّت روحها و روّحت. ياخي اش عندي قلتلها انا؟ ربي يعفو.
ايا سيدي انا بديت نلم في فرتي و قريب نكمّل و امّى جاية من بعيد تشلوح بقطة معدونس و شكارة بصل قاتلي ايا خلّطتهم. نخطفها من غادي لغادي قبل ما يدغرها واحد بسكينة و قلتلها هات لهنا، خلّي امبعد خير ما نتعفّسو ها الليلة!
نهاية الحديث، المرّة الجاية رد بالكم واحد يخطرو بش يتعدى قبل الاخرين ولاّ بش يغلب العباد بالصوت. فما حظوظ وفيرة بش نكون شادة الصّف و ما نضمنلكمش كل مرة بش نتمالك اعصابي!

كتبتها:bent 3ayla على الساعة: 9:59 م

تعليق Mohamed ...

post sympathique comme dhab :-)
ياخي اش عندي قلتلها انا؟ ربي يعفو
cette derniere expression donne une indication sur ta ville natale je crois :-))

20 يناير 2010 في 10:22 م

تعليق bent 3ayla ...

اممم ما نعرفش. علاه خاصة بجهة معيّنة؟؟

20 يناير 2010 في 10:45 م

تعليق Mohamed ...

j'ai des amis d'une région du sahel qui l'utilisent, ça peut être ça :-p

20 يناير 2010 في 11:27 م

تعليق bent 3ayla ...

و الجواااااب...... خطأ

20 يناير 2010 في 11:29 م

تعليق tounssi ...

primo: inchallah koll chayy bel barka :)
je suis un lecteur de vos deux blogs depuis le début étant un trés ancien bloggeur 3allek essabbbt menn modda.
Vous êtes tous les deux pareils: vous avez une présence d'esprit,un langage et une personnalité claire,ndhifa, et tahfouna ,tokrhjou 3ala b3adhkom inchallah rabbi yehfadhkom

sinon pour ton histoire dans la grande surface,elle m'a fait peur,khater étant donné que je suis out of tunisia,j'ai peur de revenir vivre en tunisie ,car toi tu as pu te maitriser,moi je suis du genre qui s'énerve vite façe à l'imbicilité et l'incivilité. yatik essahha fi dammek el bared.

20 يناير 2010 في 11:57 م

تعليق kacem ...

1- التعليق هذا تابع للحلاّج ..لآنو عندو مشكلة في المدونة ...الرابط ما يمشيش .... الجملة الي قعد في البال و ألي شكّلت الحدث الهام في النص :( لكن عند رؤية المرأة تراجعت للوراء ثم دخلت على عجل لإخبار أمي بقدوم ضيف لا تعرفه...) جات في بقعتها بالضبط ..و أعلان الدّخول الي البيت و كذلك أعلان وصول الضيف ...
مازلت إنتبع في النص ...رغم أنك ما إتوصلتش باش إتخلي القارئ يمشي معاك الي الفيد باك الي حطيتو ..و خذى برشة وقت ...لازمك إذا تخدم الفيد باك أكثر بشكل سموث ( بالآنقليزي) ..
حاجة أخرى هايلة العنوان ...أخلي القرائ أتبع بلا وعد منـــــــــو !! انا في إنتضار البقية !!!

2- التعليق تابع لنص بنت عائلة :

العنوان ، كان الآختيار متاعو للشوك فقط و هذا مش باهي ...لازم العنوان متع النص هذا يتبدّل ...لآنك خليتي القارئ يرتبك ...مش يتسائل كما الكا متع الحّلاج ...واضح عيش بنتي !

الزربة ، تجري في النص و تكتب لاهثة و كأنهم يجرو وراك ...و هذا أخلي النص قوي ديماميكيا في معنى الحدث و لكن مش في معنى الصّورة ...و الي حاجتنا بيه في أي نص ..مش تتابع ألآحداث في نفس الديكور و لكن تتباع الصور لآبراز الحدث ...و هنا لازمك تاخذي الفاعدة هذه في النصوص الجاية بعين الآعتبار ....فهمتي !

الشخصية الي قعد في بالي ..مس السيدة الوالدة ..رغم الي كتبتها أكثر و كانت شخصية رئيسية في النص ...إنما شخصية الولد الي أقص في القنارية ! علاش ...لآنك في اللحضة هذيك بدّلتي الصّورة و الديكور و الفكرة ...و أتوصلتي باش تاخذي نفس عند الكتيبة ! إذا ...المرّة الجاية أكتب التكتيك هذا !! بشكل أنو القارئ أتخليه يبحث ما يتوقعش أش باش أتقولي ...فهمت !

حاجة أخرى ..و كانو في المرشي قبل الكاسة ما ثمه حتى شخصية ..و ماكان حتى مخلوق كان أنت و أمك ...و هذا أخلي النص متاعك ..ما فيهش بروي ...يعني برويطاج ...هذا ظروري جدا في كتابة الحضابي و المرشياتي و البراوط و الشاريزات ...و الصغار و العياط و الزوى ....ألي غير ذلك !

و أخيرا ...النص ما عجبنيش عاوديه !

21 يناير 2010 في 1:36 ص

تعليق kacem ...

* تابع لنص الحّلاج

ربّما أتكون القصّة حاضرة في راسك ! و في الحلقتين الزوز الّوالى ما قدّمش الكونفلي ...ألي هو يعني اللّب متع اي قصّة كان ما كان الجمال متعاها ..يعني بشكل اخر ...حاب أنقولك علاش ما إتبدلش الكاب جملة و تفصيلا ...لربّما الخيال متاعي يتقابل مع الي في راسك ! و لكن حبيت لو انك تصدم القاري و أتحل موضوع كبير و صحيح ...بشكل إتخلي السيد الوالد ...( ألي نعرفو عبر النصوص) يتزّوج ربح هذه المرأة التي جاءت من السّماء ...! و هكّة أتولي تعمل فيراج كبير و أتقدم كونفلي صحيح ! و كيفية الحّلأ متاعو لو امكن !

21 يناير 2010 في 1:48 ص

تعليق غير معرف ...

يرحم والديك في الضحكة عالصباح

21 يناير 2010 في 7:28 ص

تعليق H.B.J ...

طوا تأكدت انك بنت عايله بالظبط ، ملا سم و غزول عل الاقل ما تشلقش برشا و ما بالطبع لا يتغير بش تتعب برشا في حياتك و بش يركبك الدم على بكري

21 يناير 2010 في 9:30 ص

تعليق غير معرف ...

hhhhhhhhhhhhhhhhh, trés marrant,et la prochaine fois fait attention de ne pas vider le rayonnage et dire ke té en doit de faire attendre les gens ki n'ont k1 article a payer.

21 يناير 2010 في 10:00 ص

تعليق غير معرف ...

@HBJ :"و بش يركبك الدم على بكري"
yarreh fi rassek inchallah, bjeh essami3 el3alim

21 يناير 2010 في 10:10 ص

تعليق AntikoR ...

"بنات عقاب الزّمان"
ya3ni birrasmi 2012 youfa el 3alem

21 يناير 2010 في 12:00 م

تعليق غير معرف ...

sa77a elfoulara, labe4lek el7ob inchaallah rabbi ihannikom bisou

21 يناير 2010 في 1:49 م

تعليق Unknown ...

ربي يعفو

Cette expression est souvent utilisee par les Monastiriens

21 يناير 2010 في 3:36 م