مانعرفش كان وانتوما صغار كنتو تمرو بنفس التجربة المريرة متاعي و اللي اثرت فيا برشا.هاني لتوا بعد ها العمر بكلو نتذكر كيفاه كانو يجيو يقيموني ع الصباح بش نمشي للمكتب، و اكا الاحساس بالنقمة و العجز. كل صباح نبدا نتصارع معاهم بش ما نخرجش من تحت الغطاء و بعد ما نأيس و نسلّم، و نغامر بتخريج صبع ساقي الصغير من تحت الفرشية و نحس بالبرد، تجيني نوبة البكا و يهبط عليا مرض الدنيا، اما زايد. يلبسوني و يخرجوني يعني يلبسوني و يخرجوني. نتذكر منهم مرة على قد ما شديت الصحيح بش ما نحيش البيجاما في بالي بش نمنع، امي انتقاما منّي و بش تشعفني لبقية العمر، كركرتني بالبيجاما للمكتب. من الطاف الله انو الدنيا شتا و ما نحيتش الكبوط نهار كامل ولاّ راهي قعدتلي عقدة ابدية.

ف الواقع انا حلمي كان بسيط برشا. كنت نحب نقوم الصباح و ماعندي شي ورايا، نقعد معاهم ف الكوجينة -خاصة كي تبدا نانا عنّا- نسمع الحديث و الحكايات، يدلّلوني بطريّف hot chocolate بالعطرشية ولاّ حتى عصيدة بيضا. و بعد ما نتكّا ع الملمة و اللي فما، نهز روحي و نترمى ع الفرش بالعرض! يا حسرة وقت اللّي كانت الاحلام باكا البساطة.

اما حتى انا زادة ما تقولوش خاطر فرخة و عمري ستة ولاّ هيا سبعة سنين، بش تغلبني امي! رد بالك!ف اكا الفترة درا شكون قاللّى كان ما تقراش بالقدا و يطردوك م المكتب راك تشد الدار، زعمة زعمة يخوف فيّا! انا تقولش عليه شكون دلّني على طريق الجنة. شديت مدة نقوم بكل نشاط ع الصباح لا مرج لا شي بش نمشي للمكتب... و نبلبزها! وليت نتعارك انا و سنفور كسول على البلاصة الاخرة ف الترتيب. و المعلمة باهتة اكا الذكا و المستوى وين مشا. المهم بعد ثلاثية م المحاولات المستميتة بش ندوبل، فهمت اللّى زايد. ماهمش بش يعتقوني قبل ماندوبل برشا اعوام. و الحق انا صحيح شاهية نصبّح نعدي شطر النهار في قعدة الكوجينة اما مش لدرجة انو بش نحمل التمرميد و العرك و الشباط
كل يوم .سلّمت امري لله و قلت خ نقرى و ننجح اما الاّ ما يجي نهار و نصبّح ف الكوجينة!

معليناش، هاني مسامحة دنيا و اخرة فاكا الغلبة اللّي صارت فيا، خاصة انو الصبر ينوّل. هاو بعد ها السنين الكل الحلم تحقق و اليوم اول نهار في منصبي كـ PDG مش متع الكوجينة برك، متع الدار بكلها! الوالدة اضطرت بش تسافر جمعة م الزمان، و تخلات عليا على مضض بش نتلها بالدار في غيابها. انا مانقولش اللّي مرا قدعة و حرّة، اما عندي تجربة و خبرة ف ها الامور. سنين و انا متوظفة برتبة "مساعدة" في امور الدار. و عشت البرا و كنت مسؤولة علي روحي و هاني قدامكم حية (وساعات لفعى) ترزق. امّي لاخر دقيقة حارصة بش تكون مهمتي على اكمل وجه، كملت كلّلت تعليمي باخر حاجة ما نعرفش نعملها، و هيا ربطان الكرافات. جبدت يجي ميات كرافات و قعدتني بحذاها و اربط اربط. بعد نص ساعة م التكوين المستمر هاذا، شعرة لا خنقت روحي بوحدة منهم. اما الحمدو الله تعلمت و حتى فكرت نحل مشروع. العباد اللّى ما عندهاش شكون يربطلها، نجي انا نحل نصبة قدام برشلونة و نربط الكرافاتات.

ايه عاد ودعت الوالدة البارح في الليل و هيا لاخر دقيقة توصي فيا و تعاود على السيد الوالد، م الفرحة بتت ما رقدتش. و انا نتخيل ف قعدة فطور الصباح ف الكوجينة و الراديو اللي بش نحلو و اكا الهيلمان اللّي بش نعملو. ممكن توا تسخايبوني نتمسخر، اما و الله حسيت اللّي حلم الطفولة تحقق! ما جاني النوم كان وجه الصباح. بالطبيعة اكا البرتابل اللّي معمرتو ع الستة، لا سمعتو لا شي. قمت يجي الثمنية متع الصباح، نسمع ف الحركة ف الدار. لقيت الوالد مكستم، لابس، محضر روحو بش يخرج!

يا ولدي استنا نعملك الفطور كيفاش تخرج بلا حتى شي، اش بش تقول امّي؟ فشلت في اول صباح؟ شي، ماحبش يستنا. عملت هكا مسختلو السورية تقولش عليا مش بالعاني و قتلو برا بدّل مادام عمتلك الفطور! تطلعشي اكا السورية هذيكا اخر وحدة محددة؟ و رصاتليشي نجري بش نحددلو وحدة اخرى و هوا يستنا و العصب ياكل فيه، لا يزي خرج صايم و مخّر و زيد م الفوق يرحي دخلاني. من حمصتي، قلت مش مشكلة، نفديها اليوم ع العشا!

ايا سيدي، خرجت نقضي. و هاني نقلكم من توا. صحيح انا مستانسة نقضي للدار. اما مستانسة عبد مأمور، يقولولي جيب كذا و كذا و كذا نحطهم ف الشاريو و نرجع فرحة مسرورة. و نبدا م الفوق نلوم على امي، اشنوة ها التبذير، و هاذي زايدة و هاذي علاه و هاذي ما نحبهاش. اما ما حسيت بجسامة الموقف كان اليوم! شديت اكا الشاريو و بديت ندور. زعمة اش يحب ياكل؟ زعمة هذي يحبها ولا لا؟ و هذيكا تطيب بهاذي ولاّ بهاذي؟ و قداه من مرة نوصل للكاسة، نستنا نستنا و مبعد نتذكر حاجة ترصيلي نرجعلها. المهم، قضية ستين دينار قعدت فيها ساعتين. و زيد م الفوق، فيهم عشرين دينار شلاكة عجبتني! هاو مصروف الدار وين يمشي يا رجال!

معليناش، روحت و فرغت اكا الشكارة اليتيمة اللي جايبتها و انا تقولش عليا هاززة بوسطة الباي، وسّع وسّع، جبتلكم اللّي لا عين راتو ولا وذن سمعت بيه! ايا لبست الطبلية، قلبت سليخة الكوجينة لا حاجة قعدت ف بلاصتها. مع قرابة الستة متع العشية قلت توا وقت الجد عاد. حطيت طرف ماكلة ركبتها، قلّيتها، حطّيتها ع النار و قلت نمشي نعمل حاجة تصلح مدام حضرت. ماو مش مستانسة بحكاية امشي ارجع و اقف عل الطنجرة حتى تطيب، مشيت قلت نبربش شوية ع النات و نعمل تنقيزة كل درجين. ما نعرفش كيفاه، لقيت فيلم عندي مدة شريتو و ما تفرجتش فيه. عملت هكا حطيتو!

نتفرج و نبكي و نمخط و نحس الدنيا بدات تضبب شوية ماي الدنيا بدات تظلام، عملت هكا شعلت الضو. و زدت انغمست ف الفيلم نص ساعة اخرى. من بعد نشم في ريحة كيما ريحة الشويان نهارت العيد، ريحة فحم يعني. قلت شوف سيدي درا شكون م الجيران نافح و عاملل barbecue ف ها الجو الربيعي. نزيد شوية و عمال البيت تضبب. درا كيفاه شعلت انبوبة في مخي و صحت فرد صيحة "الماكلة"! مشيت نجري هازة الـ couette فوق ظهري، لقيت الدنيا كلات بعضها. الكوجينة ما تتراش م الدخان و ما وصلت حليت الشباك كان ما لعبت عليا الدوخة. نتدهشر و نكحكح و مزال عندي امل، لقيت الطنجرة ماعاد فيها ما تشوف، قطعة فحم على حالها، الماكلة اللي في وسطها تبخرت، ماعادش تترا من اصلو. هكاكة على دخلة بابا!

الحق سكت، ماقال شي، لا عارك لا شابط و قعد يدور معايا على شبابك الدار بش تتهوى و ما نكملوش الليلة ف الاستعجالي.
اما كي الّي شفت في عينيه نظرة التحسر على ايامات امي... مش هوا برك. حتي انا!

كتبتها:bent 3ayla على الساعة: 12:20 ص

تعليق غير معرف ...

the first comment

Yoooooooooooopi

13 مارس 2009 في 1:33 ص

تعليق البرباش ...

هههههههه.... حلوة فازة الخروج م المكتب بش تشد الدار.

ربي يفضللك والديك و يخليهملك...

و ينولك ما تتمنى، ما ثمة شي بالساهل، التكربيس ملزوم منو في الأول...

نتصور ثلاثة أربعة أيام... و تولّي شاف كوجينة بأتم معنى الكلمة.

شاف شانتي لو كان لزم فرد مرة... على خاطر يظهرلي فيك بش تحل شانتي على قاعدة صحيحة في الدار...

13 مارس 2009 في 1:42 ص

تعليق lina ben Mhenni ...

حربتها , أنا على عكسك كي كنت صغيرى كنت نبات نحلم بالقراية اما توى و الله كان شتعملي ماخيرش من نومة خاصة مع السقنطري لمسيب هنا , هوكة نمشي نقري بالسيف و قرايتي طفيتها

13 مارس 2009 في 1:54 ص

تعليق من بلد القيظ ...
أزال المؤلف هذا التعليق.
13 مارس 2009 في 2:20 ص

تعليق من بلد القيظ ...

قدّاش قهرني ها الفرست ،تقول عمل كورس معاك.
أمّا على فكرة مسكين الوالد باش تعدّيله ها الجمعة سلاطة لا فطور لا عشاء ،أيه حدّدتيلاش سوريّة جديدة!

13 مارس 2009 في 2:29 ص

تعليق غير معرف ...

المرّة الجّاية الّي تحلم فيها مصبّحة في الكوجينة زعمة حلم و إلّا كابوس؟
يا و الله بنت عائلة :) تصير مرة و إثنين و بعد تولي مهفة و للّات الكوجينة.
C'est toujours un plaisir de te lire

13 مارس 2009 في 3:06 ص

تعليق kmr ...

moi je me rappelle du jour ou mes parent m'ont ramené les affaires (ktob, krares, adawet...) de ma première année a l'école: on m'a ramené un carton, rempli de rtruc, et moi je chantais et dansais de joie et de plaisir!!!! (netdhakkerha kima tawa, ennguezz 3al farch wensi7: bech nod5el na9ra! bech nod5el na9ra!!!!! :)


min ne7it il tatyib, be9i illi 3maltou labes, éna 3malt 3amltine, min wa9tha 3arfouni manich mte3 koujina...

marra ommi kallmetni mil 5idma, 9atli naffa5li chowaya kosksi, bech kif trawa7 tsa99ih... w 3awdet kallmetni darjin o5rin, "c'est bon??"
"ye3jbekchi!!? ma3andek ken errjel!!"
raw7et etsalli 3annibi 3la wlidha, behc ywalli y3awenha fil koujina, tal9ani naffe5telha il kosksi... w 5allitou fi meh, lin 3ajjen w 3assed... direct fizzebla!!!


w marra 9olt bech ntayeb ftouri wa7di, chnowa il ftour? kaskrout!! ama chnowa kaskrout selon les regles de l'art...
aya 3ad 7attit ilzit mte3 il frit yos5en, kima ta3mel ommi, w mchit nadhef fil batata, kima ta3mel ommi... ama illi fetni innou ammi tnadhef kilou batata fi draj, w éna fi ka3ba no93ed rbo3, se3a!!
ezzit da5enn, la 3alaYna... ezzit tachtech, mouch mochkel... ezzit ch3ell!!!! ahhhh la il faut agir!!! ech ytaffi ennar? il mè!! mankounech mil 3aksin, n3abbi tanjra mè w nlawa7ha 3la izzit illi yech3el!!! :)

bon, wa9tha mazelt ma9ritech fil physique illi ezzit brule a une température supérieure à celle de l'évaporation de l'eau ;)
che3let "lohliba" 3abbet eddar il bit ilkoll... strani rabbi cha3ra w lè wejhi r7al, iss9af mte3 il koujina walla ilkollou ak7el... w rassatli blech ftour!! :)


rq: tawa stasyent fil koujina, ntayeblek sandwich 3omrou lsenek lè ken ye7lem bih!! :)

13 مارس 2009 في 5:12 ص

تعليق Zizou From Djerba ...

:-)

13 مارس 2009 في 6:56 ص

تعليق Stupeur ...

Haya star rabby jim3a ou barra!
ama ma 9oltennech tawa, el chleka , Nylon ou bousbo3 ou tnajjim temchi biha lil b7ar ?

13 مارس 2009 في 7:37 ص

تعليق cactussa ...

j'ai adoré !!ca m'a rappellé kifech chochitit les noisette fil four wena za3ma za3ma n3awin fil moulid !! rzit hom fihom wena nrhani fil koujina bjnabhom m3a mosaique w machamit chay a cause de mon allergie (et oui manchim ken qq mois fil 3am)
lin jetni maman tijri !!les pauvres noisettes walew f7am mayjiw ken ch3oul chicha !! :)

13 مارس 2009 في 10:19 ص

تعليق Hamadi ...

الاحساس بالنقمة<--عندي كل يوم

13 مارس 2009 في 10:31 ص

تعليق bent 3ayla ...

ههه، تي هاو الجماعة بكلهم عندهم سوابق! ايا يجبر بخاطركم. ع الاقل نحس اللّي الشي مش اعاقة ذهنية في مخي ولاّ حاجة.
اما عندي سوابق، نهارتها امي شعرة لا استنقطت. وقتها في رمضان و هي تقري لاخر وقت، روحت مزروبة و العشا عنا حلالم م البارح بش تسخن و مقرونة بش تصمتها. جاها تلفون، مشات تجاوب (قبل عاد لا برتابل لا شي). قاتلي برا حط الحلالم تسخن. مشيت لقيت طنجرة فارغة و طنجرة فيها ما يغلي (اللي هيا م المفروض تتحط فيها المقرونة). رجعتلها قلتلها الحلالم نرميها ف الما؟ وامي عندها صنعة كي تحكي ف التلفون، كل حاجة تقولهالها، تقلك ايه، ايه. اكا هو عاد، قاتلي ايه... رصاتلنا لا حلالم لا مقرونة. ساعة بعد شقان الفطر بش غلا الما وصمتنا مقرونة جديدة. كي ماكليتش طريحة نهارتها، عمري لا ناكلها.

تي معليناش، اهوكا اليوم الصباح فديتها، غير القهوة برك نستيها!

13 مارس 2009 في 12:10 م

تعليق kmr ...

aywah?? c bon tawa wallit ta3mil ftour sbe7 kamel mriguel wela mezel, marra il 5obz mathammech, marra il 9ahwa mich tayba, marra il sourya mouch m7adda...

nchallah tawa estasyent!!!??? :)

15 مارس 2009 في 10:21 ص