عندي امي م ناس بكري، اكا اللي مستانسة تقضي من عند فلان ما تمشيلو كان هوا، تعمل التامين متع الكرهبة عند فلانة حبيبتها ما تربّحها كان هيا. انسانة ترى بالعشرة و الدنيا معاملات، تكلف الامر ما تكلف. الواحد يقول و انتي اش مقلقك؟ الناس للناس و الناس لله. ايه اما تولي مشكلة وقت اللي يحبلي نضيع شطر نهار بش نقضي قضية متع درجين، خاطر هيا تود ف الناس، اما التعب ما يوحل كان في راسي انا.

القصة و مافيها، ماو في بالكم امي كانت مسافرة و مزالت كي رجعت، فضل عليها طرف دوفيز، و مادام هيا مرا منظمة و تحب تحترم القانون، قاتلك اهبط رجعهملي ف البانكة. الواحد حد لهنا يقول يكثر منهم ربي ها العباد. انا على نيتي قلتلها، ايه اش بيه، هاو فما بانكة ف راس النهج، مايجيش حتي ميتين ميترو، درج مشي ع الساقين. قاتلك الف واعوذ بالله! ما تبدلهم كان ف البانكة متع "صحابك". وقبل ما تفزعو تسخايبو اللي انا م النوع اللي يعرفو عباد عندهم بانكات، هاو اشنية خرافة بانكة صحابي.

توا ثلاثة سنين لتالي، جاتني سفرة على غفلة، تغصرت ف طرف دوفيز، مشات امي تدور من بانكة لبانكة للبوسطة كل واحد يرشق عليها بتفتوفة. كلمتني قاتلي تصرّف. انا وقتها نتسكع في تونس، اول بانكة عرضتني دخلت، طول ضربت صحبة معاهم في محلا قصة شعرك و الصبغة هاذي مواتيتك، تقربلكشي فلانة تعرفشي علانة، و الضحك كيكيكي كاكاكاكا. الجماعة كملو هبطولي كابوسان ولا نودكم لا نشهيكم عل الحلقة اللي تحلت نهارتها. بالطبيعة قضيتي نهارتها و متع كل مرة نمشيلهم تقضات فيسع. في قاموس امّي ولّي اسمها بانكة صحابي.

توا الواحد يقول اشبيه، كي انتي شريت من عندهم و تحب ترجع، ماو ربحهم اكا التفتوفة مافيها باس! اما المشكلة اللّي هيا مجرد ترجيع فلوس، يعني اي بانكة تقضيهالك و زيد بانكة صحابي مدغورة في قلب تونس العاصمة، يعني يحبلك ع الاقل ساعتين، اذا مش ثلاثة بش توصل، تدخل، تبركي، تقضي و تعاود تخرج م الامبوتياج. بش نربحهم دينارين نطلع لروحي غرامين سكر، حتى ربي ماقالش بيه. اما امي م النوع اللّى كان تعارضها، تمرجلك العيشة متاعك بكرّت عاود، استاذة و مستانسة بالمعاودة و المرج، حتي تخرج من جرودك و تبدا تندب.
صبحت اليوم، استخلفت ربي ف النهار الّي بش يضيع حرام، هزيت معايا دبوزة ماء و باكو حرابش ايفرالقون و شديت الثنية. بالطبيعة بش وصلت للبانكة و صرّفت و خرجت حبّتلي ساعتين و ربع. حد لهنا الواحد يقول توا هاذي هدرة و كاتبة عليها بوست؟ تي استنا عاد، اش بيك تدز؟

كملت قضيتي و جيت بش نروح. بعد قلت بالله توا انا هبطت هبطت و الباركينغ خالص خالص و كمّلت تعاركت مع امي ع الصباح، خ نتعدى نقضيلها شوية حاجات خ نرضيها و تفرح ببنتها الشهلا. شديت ثنية الصباغين، قلت اهوكا من مدخل السوق، كان لقيت حويجة باهية و زايد ما غير ما ندخل، اكا البلاصة معقدة منها لابد الآبدين. مرّة على اول ما عملت برمي و كرهبة، هبطت نحوس غادي (العباد تعمل البرمي بش تهبط للحمامات، لسوسة و انا جاني الوحم ع الصباغين! مش وجه عز زايد). دخلت ندور ف النصب و الزناقي و فجأة مانرا كان الدنيا خاضت ، جزار و راجل تعاركو علي طرف ميزان متع لحم، يجي ميات غرام، الراجل سمعو الكلام في يا سارق يا الّي مآلك جهنم وبئس المصير، الجزار قالو توا نبعثك ليها توا جهنم، يعمل هكا ينزل عليه بسكينة جابو مفروش و الدم يشرّ. و العباد فرحانة جاية تجري، عركة عركة، دم دم هييييي! انا وين تلقاني؟ عطيت على ساقيا و ف الحما يا ستّار. وصلت بحذا الكرهبة اللي فرحانة بيها، لقيت شباكها مكسّر و العباد ملمومة تتفرج عليها. طلعت طيحت البرتابل ف الكرهبة و البرتابل وقتها فال و ما ريتك يا غالي كان ما حار دلالي. المهم، رصاتلي ف فجعة و اكتئاب نفسي و برتابل مسروق و شباك كرهبة مكسر في جرة ربطة معدنوس و خبزة مبسسة.

المرة هاذي مش كيف، كبرت و دلّيت و تنحات اكا التبهليلة متع الصغرة ومشاعر الاطمئنان للجنس البشري. م اللوّل ماشية عرقبان. عينيا على كتافي و السطوش لابستو تحت الكبوط و متسلّحة. المهم، نقزت كي الفرططو من نصبة لنصبة، ما عجبني شي. طاحت عيني على واحد يبيع ف الغلّة. و زيد غلّة فال. لا نودكم لا نشهيكم، هاو فراز، هاو انجاص، هاو عوينة خضراء و كحلا و حتى م العنب الاحمر موجود!
ان العنب ف العادة ماناكلو كان مرة ف العام و بالتلحليح. مش مغرومة بالغلة اللي فيها القلوب، ما نحبش المرج. اما اش تعرفو؟ مادام الحاجة فال، تحلى ف العين.
- السّلام يا حاج
- السّلام بنتي
- تعطيني شوية عوينة و عنب؟
- ايه نعطي لبنتي. قداه تحب؟
- هات كيلو كيلو.
اختاري، لفلي، وزنلي، لفلي، و وخر قدّم و بكل روح رياضية و هدوء :
- اربعة و عشرين دينار بنتي.
- هههه، الفين و اربعميات؟
- لا لا اربعة و عشرين دينار.
- يا حاج قتلك كيلو مش صندوق راهو!
- ايه العوينة بثمنية لاف! و العنب بثمينة..
انا م الكلمتين هاذم برك، حسيت الدنيا لعبت بيا و ركايبي لخلخت. اما الحاج حالف الاّ ما يجيبني نسفّ التراب، كمّل عليا بالضربة القاضية،
العنب بثمنية لاف...... الرطل! يعني الكيلو بسطاش الف!!!
اول ريفلاكس، انّي تلفتت للمرا اللي بحذايا قلتلها
- اختي احنا وين؟ ف الصباغين ماو؟ نطلعوشي ف rodeo drive و مافي باليش؟
- وين ها اللي تقول عليها؟ ف حي النصر؟
-لا لا ف امريكيا!
الراجل نقز قالّي وراس بنتي العنب هاذا جاي من امريكيا!
-واذاكان جاي من امريكيا، بش تبيعلي الفيزا ولا القرين كارد معاه؟ اسمع يا حاج نصيحة، جيب كرذونة كبيرة اكتب عليها، نبيع للمرا اللي تتوحم، خاطر على ها الاسوام حد ماهو بش يدور بيك!
الراجل كي اللي سخفتو كي را الدمعة في عيني، عمل هكا قص اربعة عنبات و قالي خوذهم، انا نحلف و هوا يحلف، شهوة صبية اللي يقلك. الله غالب، حشمت هزيتهم، و كملت شريت من عندو رطل عوينة ماخذت خاطر. هاني حاطة اكا الاربعة عنبات و نغزرلهم و نصلي ع النبي. مخبيتهم لزهازي.

كتبتها:bent 3ayla على الساعة: 10:08 م

تعليق kmr ...
أزال المؤلف هذا التعليق.
26 مارس 2009 في 10:31 م

تعليق غير معرف ...

إمّالا إنت وينك!! يبيع عنب أمريكيا كيما في أمريكيا: بالرّطل
يعطيك الصّحّة في الحكاية و الأسلوب و كيف العادة مقتلة ضحك D:

26 مارس 2009 في 11:02 م

تعليق Anouar ...

Bravo mahla ahkayatik.

27 مارس 2009 في 8:51 ص

تعليق غير معرف ...

صوطططاااش نلف؟؟؟

27 مارس 2009 في 8:59 ص

تعليق الزبراط ...

اما الوالدة متاعك حفظها الله ورعاها عندها نظرية دمدومة فالفوراكس.....بلاصتها فالسيتي موش في تونس
ههههههههههههههههه

27 مارس 2009 في 11:29 ص