بفضل ها المدونة، تعرفت على برشا عباد، باهية و خايبة و لو انّو و الحق يقال، الباهي اكثر م الخايب. و كيما يقول المثل، معرفتك ف العباد كنوز. عاد مرة م المرات، قاعدين نحكيو انا و مدون ع التشات، هاو مرة دين هاو مرة بطالة هاو مرة ديمقراطية هاو فن، هاو مزود، عاد من كلمة لكلمة، قاللي جملة وجعتني برشا... لا عداه العيب، لا جرحني لا شي، اما قاللي "توا بالله فما شكون ينجم يتصور انو البلاد هاذي كانت نهار تحكم ف العالم (المعروف وقتها)؟". بالطبيعة كان يحكي على الحضارات القديمة، و خاصة قرطاج... و بدينا نتمقصصو على الشعوب الاخرى اللي كانت تحرق لتونس، رغبة في حياة افضل و كانو يقصدوها طلبا للعلم...

بالطبيعة التفدليك هاذا كان يخفي وراه برشا مرارة. و الواحد باهي كي يحكي ع المشاكل و يمد ساقيه و يبدا يكشف ف الكوارت، و هاذم بيهم و لخرين عليهم و هاذم عملو و قدو. ماو المتفرج ديما فارس... اما باهي زادة كان يخدم اكا الصندوق الاسود اللي خلقهولو ربي و ديما حاطو على بنك الاحتياط، الا وهوا المخ، الطاسة متاعو و يفكر في شوية حلول...

زعمة توا بقدرة قادر، بلادنا بش تقوم فيها ثورة الربيع و تاكل الاخضر و اليابس و تتيح بناء جمهورية جديدة؟ هاو دبوزة سانتول بلاش بش تمضضمو على قاعدة. بخلاف الخوف و عقلية اخطا راسي و اضرب و الانبطاحية و نسبة التسطح الفكري و التضحل الثقافي اللي عنّا، حتى النخب الفكرية بيدها، ماهيش قاعدة تقدم في مفهوم او طرح جديد. قعدنا في عقلية التنبير. هاذا مش باهي و هذا فاسد و هذا تجاوز سلطتو.

لكن لنفرض جدلا انو صارت معجزة و جاو قالولكم يا توانسة يا مواطنين سخفتونا، نهار كامل وانتوما توشحلو و تساسييو كي ولاد الهجالة، بالله خوذوها البلاد، اهيكا قدامكم اعملو فيها ما تريدو، عليكم امان الله... زعمة بش يتغير حال؟ زعمة عنا طرح بديل؟ زعمة الوطنية بش تهب فينا و بش نحققو اكا احلام اليقظة متاعنا و تولي جمهورية الامن و الامان وحقوق الانسان و مستوى العيش بش يرتقي و الرشوة و الاكتاف بش نقضيو عليها؟ و صفحة صدى المحاكم بش تعمل ريجيم و مستوى الاخلاق بش يرتفع، و الكلام الزايد بش يتنحى من الكياسات و المعاهد؟ تي حتى فروخ الابتدائي عندهم ما يقولو برواحهم ف ها الميدان... بالله الاّ ما تاكل بعضها و نوليو التوتسي و الهوتو...

المهم، انا وحدة م الناس براىي المتواضع نبشركم و نهنيكم و نقول اللي بلادنا مش بش تقوملها قايمة ف المستقبل القريب. و اللي الجيل اللي قبلنا و جيلنا نحنا عليه العوض ف اللي فاتو. اهوكا كان توحشنا الديقراطية و نحبو نحلمو، نحلّو التلفزة و نتفرّجو ف الاخرين و نصلّيو ع النبي. اما نقول اللي ما نكونوش متشائمين، مازال عنا دور نجمو نلعبوه، اذا مش لينا، ع الاقل لولادنا، و الجيل الصاعد توا. اهوكا نضمنو -اذا ربي حيانا- انو نخلطو نشوفو ع المباشر اش نوة انتخابات حرة مباشرة و سرية و التداول علي الحكم، مش ديما يحكيولنا عليها ف درس التربية المدنية ولا نهار ريناها منّا ليها، تي حتى ف الهيئات المهنية و النقابات لا نهار خلطنا عليها (ونهار توا نعمل تدوينة بش نحكيلكم على مغامراتي و انا اختكم نحاوز ف فخامة العمدة بش نعمل بطاقة ناخب بذمة 2009). و الواحد ما يموتش بحسرتو في قلبو...


ايه عاد سيدي، الواحد لازم يراهن على اكا الوليدات اللي مازالو يقراو... انا وحدة م الناس ندمت اللي ما شديتش سلك التعليم، راو ع الاقل في عوض ناكل في روحي و نخرف وحدي، راني شديت اكا الولاد و خرجت منهم زيت الزيتونة... نعرف اللي برشا معلمين و اساتذة بش يقولو خرّف ياللي تخرّف، اناهوما التلامذة اللّي تحكي عليهم؟ رانا نتعاملو مع مجرّمة مش مع ملايكة... ما غير ما تحكيولي، الوالدة تقرّي في معهد متع منطقة "حسّاسة" و الدمّار تحكيلي عليه.. نهار على نهار، نبدا خايفة لا يطلبوني يقولولي اخلط للسبيطار راهو دغروها بموس.

الوالدة م النوع الصعيب، اللي مازالت تؤمن اللي عندها رسالة بش توصلّها، و اللي الوزارة اللي تخدم فيها وزارة تربية قبل ما تكون وزارة تعليم. قستابو علي حالها، التوخير لا، البهامة لا، قلة الحيا لا، الوسخ ف القسم والبدن لا، التكركير لا، الفوضى لا، التنقيل لا، سواء تلامذتها ولا شي راتو قدامها و اداريا ماهيش مسؤولة عليهم.. و قداه من مرة تبدا تحكيلي علي تسخسيخة سخسختها لواحد ولاّ وحدة -ماو حتى البنيّات ولاّ عندهم ما يقولو برواحهم ف الفصاصة- و انا نبدا باهتة و نقلّها يا بنتي خاف على روحك، يا بنتي احنا من بعدك لاش كون؟

الحمد لله لنهار اليوم مازالو ما تعرضولهاش هيا شخصيا في سلامتها الجسدية، اما بالطبيعة كرهبتها تكسرت و تسرقت برشا مرات، وقداه من مرة تمرض على خاطرهم وقداه من جواب شكوى وصل فيها و اكاذيب واقاويل و حالة تمرد و عصيان مدني. اما زايد نعرفها، عليا و على اعدائى. الحق يقال، برشا بعد ما خرجو او تخرجو م المعاهد و تقابلهم بالصدفة، يباداو يبوسو فيها م الجبهة و الكتف و يعيشك و يفضلك و ماصاب كان جاو الاساتذة الكل كيفك ولاّ انتي قريتنا عوام اكثر راهو حالنا مش هكا.

و لذلك، انا رايي انو مستقبل البلاد مش ف المهندسين و الطبة و المحامين و رجال الاعمال فقط، هاذوكم ضروريين اما ف اتعس الاحوال نجمو نستغناو عنهم ف الوقت الحالي. المجال اللي الواحد لازم يستثمر فيه بالحق هوا التعليم. لازم المعلمين و الاساتذة بيدهم يسترجعو ايمانهم بها الرسالة و ما يعتبروهاش مجرد خدمة ادارية و قرّى برنامج دراسي عفا عليه الزمن، اغلبو ماهوش بش يصلحلهم نهار اخر، و حتي الطرف اللي يصلح بش تتجاوزو الاحداث فيما بعد. رجال التعليم -ولو كي تجي تشوف تلقا اغلبيتهم نسا- لازمهم يعلّموهم اللي اهّم م المعلومة بيدها طريقة البحث عنها، و اصلا تقبل اللي المعلومة ماهيش ثابتة اللي كل شي قابل للتطور و المعلومة ماهيش هدف ف حد ذاتها، لازم ابجديات الفلسفة تتغرس فيهم م الصغرا، عدم تقبل كل شي كيما هوا، لازم كل حاجة يخمم فيها و يقيسها و منبعد يعتمدها ولاّ يلوج ما خير.

لازم التلامذة مللي ف المكتب نعلموهم يكون عندهم راي، ما يخافوش لا بش يقولوه لا بش يتبناوه و يجاهرو بيه و يتحملو مسؤوليتو زادة. لازم الاساتذة و المعلمين يغرسو فيهم ثقافة "لا" و يمارسو معاهم الديمقراطية، كل معلم يعتبر قسمو جمهورية و هوا رئىسها. بيّدو انو يفرض الثقافة هاذي. احترام الراي -مهما كان- و احترام الاختلاف و اللي ماناش بكلنا سيري كاسارونة و اللي رايو صواب يحتمل الخطا و راي اكا الوليدات خطا يحتمل الصواب. الطفل من وقتها لازم يتعلم يحترم الطفلة و يعاملها الند للند. ولو برشا ولاد يبداو يرحيو م البنات اللي تبرك الله عليهم طايرين عليهم، و البريمة ف الولاد تلقاه جا الخامس ولا السادس بعد سرسوط بنات.

يا اخي باهي كي يبدا عندهم حد ادنى م التربية الاسلامية، ع الاقل يفهم الاسلام بما هوا دين و تنظير، يحللو مخو احسن م الخور اللي يرا فيه ف التلفزة و هوا حر، يقيس ويفصل . اما زادة حصة التربية الاسلامية ما هيش فتحة م الفتوحات لازم يدخلوهم الكل ف ملة الاسلام بالرضى او الغصب. كي يجيك مراهق ف الخمسطاش ولا سطاش و يبدا عندو شوية اسئلة وجودية ما تطردوش وتقلو يا زنديق مآلك جهنم و بأس المصير، اش مزال بش يفهمك ولاّ يطعمك... ماو يقلب جملة و يولي وين يلقا شكون يركح ف الدين، هذاكا نهار عيد. سايسو خمم معاه، كي ما عندكش جواب ولا احرجك، قللو اش بيه برا لوج ف الكتب و الانترنيت و ايجا نحكيو. ما فماش حاجة الانسان يحرص عليها و يفهمها قد حاجة لوج عليها و تبناها، يردها فكرتو و منظورو..

كي ما عناش درس متع تربية جنسية وحتي ف درس العلوم تبدا تقري ف الجهاز التناسلي و انتي علي اعصابك و اقل كلمة ولا تلميح تقلو يا هامل يا قليل الحيا حنك الباب ياللي ما رباوكش والديك، بش يولي المصدر الثقافي الوحيد متاعهم هوا الافلام الاباحية و الشارع. و يظهرلي احنا ما ناش ناقصين مكبوتين ولاّ مهوسين جنسيا و ما يفكرو ف الطفلة كان على انها منتج متع متعة يهبط عليها يغتصبها -حتي كي تبدا مرتو- كي البوجادي.

كي تلقى تلميذ باربو ينقل، ما تسكتش، ما تخافش على كرهبتك، شدو، امسخو، اكبسو اما زادة ما تدمرلوش مستقبلو و تتسببلو في تطريدة يمشي يثري بيها الجيوش اللي شاددة حيوط البلاد لا تطيح... نعرف اللي العقلية ولات متفشية، و اللي هيا وباء. انا نهارت اللي سمعت بظاهرة التفسكية و التنقيل في كونكور القضاء، رجعت متوتهة للدار، حزينة رصينة، كان هاذم اللي بش يحكمو ع العباد، كلمة منهم تحل و تربط و يمثلو العدالة و يحاميو ع القانون اول المتحيلين... اش بش ترجى منهم مبعد؟

المصيبة اللي برشا ولا يعتبرو التعليم خدمة سقادي. متع انسان فشل ف حياتو، ما نجمش يخلط علي ما خير. ولاّ النسا بش تلقا خدمة شطر و قت و تعمل شوية ايتود و تدبر مصروف عطلة الصيف ف لبنان و تركيا. و ظروف التعليم حموم و سواد، الساعات المقطعة بين صباح و عشية، لا لموهلهم فرد مرة و رتحوهم، ولا اكا الاربعين عفريت و جني ف القسم اللي ع التلفيتة ما تعرفش اش من مصيبة ينجم يعمل... ماعادش حكاية تشويش ولاّ بلادة برك، هاو مرة فوشيك، هاو مرة شراب، هاو مرة كعبة ايفارالقون ف قازوزة، هاو طرشقلك كعبة بوات ف القسم و توليلك غزة غادي. و ماهيش لا مرة لا ثنين اللي يطلع للمعلمة يضربها بكف ولا يكسرلها يدها و برا تعمللو عملة.

تي حتي ابسط من هكا، اكا المستوي المتردي اللي تقعد باهت كيفاش وصل للباك بيه و هوا بَِِِِِ بقر... عملية رياضية ما يعرفش يحسبها بالكلكولاتريس، جملة مبتدأ و خبر يوحل فيها، خللي عاد م اللغات الاجنبية... كانك روحك خفيفة تبدا تصلح و تضحك، و كانك انسان جدي، تمشي تجبد سكينة م الكوجينة و تحشيها في معدتك و ترتاح فرد مرة.

يا معلمين، حلفتكم بالجاه، حلفتكم بولادكم و صغاركم و برضاية الوالدين، حلفتكم بكل عزيز و غالي، ما تيسوش، ما تسلموش، راهو ما عاد عنا امل كان فيكم، الباقي الخليفة عليه، الواحد كان بش يصلح روحو ما ينجمش يصلح المجتمع بكلو وهو لا حول ولا قوة و ما عندوش نفوذ. اكا الولاد هوما مستقبل البلاد، اللي بش تربيوهم عليه هوا اللي بش يكبرو عليه...

كتبتها:bent 3ayla على الساعة: 8:39 ص

تعليق غير معرف ...

pas maal

26 يناير 2009 في 3:06 م

تعليق femme au foyer ...

bravo bent 3ayla ama zeda les parents 3and'hom dawr kbir fi tekwin jil ya3raf wejibetou 9bal ma ytaleb b 7ou9ou9ou yekfi ennou el we7ed y3allam awledou les bons reflexes de tous les jours w y3almou kifech ya7taram ghirou w surtout el moura9ba men b3id w min 9rib w barcha 7ajet o5ra methebik ken ta3mlelna 3liha post (7asb tajrebtek ka bent 3ayla omha w bouha 3taouha barcha 9iyam w 5arjou menha mouwatna kifek halhoula)
tbark'allah 3lik

26 يناير 2009 في 4:15 م

تعليق bent 3ayla ...

عسلامة يا جماعة و انا البارح برك نقول وينهم، عندهم مدة ما طلوش.

بالحق دور الاولياء كبير و كبير برشا. اما ما ننساوش اللي المجتمع الاول اللي يتحط فيه الطفل هوا المدرسة. يعني وقتها بش يفهم العلاقات الاجتماعية و موازين القوى و طرق التعامل. في دارهم مهما كان، يتجبد و يتدلل علي امو و بوه، اما ف المكتب، المفروض اللي هوا واحد م الاربعين، و عندوش علاه بش يتدلل ع المعلم ولا يتعوج عليه. و زيد المعلم ولا الاستاذ عندو عليه سلطة معنوية كبيرة.

هوا الواحد ساعات يسمع حاجات ع الاولياء -بالطبيعة يقعدو استثناء- يندي ليها الوجه. بالله تجي ولية تفوح ف معلمة ولا ولي يقيش عليها و يقلها نعملك و ناذيك، غير اللي كلاو طريحة من عند الاولياء و جيرانهم اللي جايين رنفور. الواحد يحلف يشد يرجعهم هوما بيدهم يقراو لعلا مخهم يتحل...

الشي الاكيد اللي مجتعنا عندو ازمة متع اخلاق و متع هوية و متع ضمير و متع تعامل حضاري.. بالله اكبسو عليهم وعلينا. الرحمة لا. يزي اللي مشا ف الساقين.

26 يناير 2009 في 4:52 م

تعليق Legend Of The Fall ...

أوّلا يعطيك الصحّة في هالمقال.
ثانيا، و قبل كل شيء، انشاءالله ربّي يفضّلك امّيمتك و يطوّل في عمرها و يحميها و يخلّيهالكم. حتى أنا نتذكر برشا معلّمين و أساتذة قرّاوني و يمكن كان ما جاوش صعاب و منظمين، راني ماوصلتش للّي وصلتلو توّا
ثالثا، مشاكلنا أحنا التوانسة برشا، أهمها العقليّة المزّمرة متاعنا، و مطالبنا اللي ما توفاش خاصة من الدولة. ديما و احنا انطالبو و عمرنا ما فكّرنا كيفاش انكونو فاعلين. الحرية تفتك و لا تعطى و قيس على هالمثل. زادة ثمة الضمير اللي ولّى للأسف غايب و كذلك مفهوم الوطنية.

26 يناير 2009 في 10:14 م

تعليق bent 3ayla ...

يعيشك يا اساطير الخريف...
عقلية التواكل مزالت عنا. الكل نستناو ف حرية موهوبة ف خدمة مسمار في حيط، في بورس من عند الدولة... بالله الواحد يغزر للاماريكان و شعرة لا يهبط يستنقط. العباد مش تاخو قروض بش تقرا برك، تخدم و تقرا و خدمة النهار ما فيها عار، انشالله حتي سرفور ولا قهواجي. و اللي يوصل للسبعين و يظهرلو بش يعاود يمشي للجامعة. صحيح اللي الظروف غير و اللي مستوى العيش احسن، اما غادي و ف الدول المتقدمة الكل marche ou creve
ما فماش شد قهوة البطالة حتي لين يزفرو عليك

26 يناير 2009 في 11:00 م

تعليق LOUKA ...

ربي يكثر من بنات العايلة و ولاد العايلة بالمعنى الصحيح...امين.
في البداية اشكرك على هذه الرسالة القيمة التي تعكس مدى انشغالك و حيرتك على مصير هذه المعمورة...في ضل ما وصل اليه اغلب ابناء تونس من ضياع و تمزق في الهوية...و انحلال اخلاقي..للاسف..
من جهتي..ارى ان السبب الفاعل هو فقدان التفاعل و التفهم بين الاباء و الابناء..و من هذا المنطلق يفقد التلميذ او المراهق مقاييس المثال و القدوة..و بالتالي عدم تقدير المعلم..ربي يهدي.

27 يناير 2009 في 12:05 ص

تعليق غير معرف ...

bravo bent ayla kol blog khir men kablou je te felecite

29 يناير 2009 في 3:46 م

تعليق Houssem ...

كلام صحيح 100% وللأسف الثورة اللي حكيت عليها صارت ومضمضنا بماء الفرق. وكيما قلت البلاد هاذي مش بش تقوملها قايمة. شي يأسف والله

11 يوليو 2016 في 11:10 م