الدنيا باردة و مقربة. السخانة تقلي و الضمير باش نقوم نقرى، راقد. قلت الحمدولله اللي عندي فاش نوسع بالي. انا عاملة مقاطعة للاخبار المباشرة، ملي شعرة لا ضربتdepression وقت حرب العراق اهوكا ساعة ساعة نحل نقرى في السايت متاع الجزيرة تزيد تطلعلي السخانة، نكمل نحل ال BBC و الا الCNN نتصمط و تلعب عليا الدوخة، قول كل واحد يحكي على بلاد، و على بر.. 
قلت ايا نوسع بالي و نتذكر مواقف تفرهدلي علي قلبي... سرحت سرحت و مبعد تذكرت فازة حلوة، صارتلي عندها عامين لتالي. في وقتها تبلنتيت شوية اما كل ما نتذكرها نموت بالضحك. 
العام لول متاع الماستار متاعي، قلت مدام القراية شطر نهار و انا من النوع اللي بش يعدي الشطر الثاني تحت الغطاء مش في المكتبة، ما فيها باس كان نلقى خديمة شطر وقت، و يا حبذا تكون في الاختصاص متاعي. عملت كيما الناس الكل، جبت الجريدة و قعدت نولج، نلوج، شي! ما لقيت كان اللي حاشتو بنوعين متاع خدمة. بالنسيبة للراجل شوفور، و بالنسبة للجنس اللطيف اللي انا مل المحسوبين عليه، عاملة منزلية. و انا الحق الحق، عندي البرمي، اما مانيش راجل،  و مرا، اما انا و العمل المنزلي نسمعو ببعضنا سمع.
قلت يا بنتي ما قعدلك كان طريقتين، يا اما تحل "الانديناتور" اللي عاملتو مسجلة و تلوج في "للترنيت" يا اما، الطريقة الانجع في تونس، استغل الشبكة العنكبوتية الانثوية متاع صحابك و صحاب امك و جيرانكم و حتي الناس اللي تشد معاهم الصف في المونوبري. مانا تباركلله علينا النسا، ما فماش بلاصة ندخلولها و الا عبد نشوفوه الا نشبكو معاه الحديث و نعرفو اصلو و مفصلو و اش عندو، و شكون المعارف المشتركة بيناتنا، انشالله بنت عم جار كواش حومتنا. اه، امالا! 
و بالفعل ما تجيبها كان نساها. الاعلان و الCV اللي عملتو في الارديناتور اهوكا مازال مطيش في السايت، لا من زفر عليه، اما ثاني نهار مللي حكيت مع جارتنا (مممم.... خليني نسميها كلوفية على خاطرها تعرف حتي جارتها علي ثالث طاق وقتاش تبدا الصلاه محرمة عليها)، المهم جات خالتي كلوفية شربت بحذانا كاس تاي العشية و جابتلنا اخبار الحومة و اخبار الناس اللي تعرفهم الكل، حتي اللي عايشين البره، بحكم انو عندها مراسلة في الخارج متمثلة في اختها كلوفية 2 و قالك ما يطيح ع الرطل كان الكيلو.. المهموقت الي قلتلها حاشتي بيك في قضية، فرحت و طبست عليا و خدمت اجهزة التصنت متاعها. 
- بربي يا خالتي كلوفية، تعرفشي اش كون يحب على وحدة اختصاصها كذا، خدمة شطر وقت، ما نحبش نقعد في الدار، اتوا ترصيلي انا و امي كولني ناكلك... تي مش مشكلة حتي بتفتوفة، المهم نعبي وقتي و نمي مهاراتي و يولي عندي شوية استقلالية..  
بعد ما قلت الجملة العظيمة هاذي و اللي ظاهر ما فهمت منها كان حاشتي بخدمة، سكتت و قاتلي، اتهنا... حتي كان ما نعرفش، نلقالك. اما باللي صار مبعد، ظاهرلي حتي كلمة حاشتي بخدمة ما فهمتهاش. 
المهم، نهيرين، و تطلبني خالتي كلوفية و تعطيني نومرو تلفون و عنوان شركة في اللاك. انا بهت شوية، نعرفها معارفها برشة، اما شركة في اللاك فد مرة، و بتوصية خاصة، بصراحة حسيت اللي انا مانيش فاطنة بالdata base اللي ساكنة بحذانا. 
ايا ما نكونش مل العاكسين، خذيت البرتابل بعد ما حفت دينار من برتابل امي، كلمت الجماعة، انا قلت مبعوثة من طرف خالتي كلوفية، و السيد اللي جاوبني تبدلت لهجتو. مللي كان ما حاجتهمش بشكون يخدم، ولا عدالي.... الرئيس العام! ايييييه رئيس مجلس الادارة بزات شخصو! الراجل هكة هكة بيا، قاللي
- انا ما نعرفش الحاجة كلوفية شخصيا اما حكاولي عليها مرا فاضلة و ما تعرف كان اخيار الناس و اللي تجيبها مضمونة. ايا بنتي موعدنا في اقرب فرصة، اش قولك غدوة الصباح؟ نعرفكم البنات تحبو تاخذو وقت بش تحضروا رواحكم..
- لا ميسالش، تحب حتي توا، انا هذا اختصاصي و حاضرة نجاوب فيه في كل وقت! (شوف الماركتينغ يا ولدي!)
- (الراجل تلعثم شوية )، لا لا نقصد تحطو الحطة... ااااه، ماك تعرف نحنا خدمتنا فيها برشة علاقات عامة و المظهر اللائق مهم. 
- ..........، الله يبارك، غدوة انشالله نكون بحذاكم. 
- بسلامة بنتي.
- بسلامة! 

من ليمت غدوة، صبحت حضرت و زينت، خرجت التايور اللي كلاتو الغبرة في القلص، بلحطت وجهي بالحمير و الغبير، اما en toute discretion! هزيت الCV في يدي و قصدت اللي ما يخيب الرجاء. 
وقفت الكرهبة بعيد على خاطر ما لقيتش وين نحطها، سميت بسم الله و دخلت. البنية ترعب، الرخام مراية ترى فيها وجهك، دخلت للاسانسور ، ضحكت لروحي في المراية، و قلت تي هاي خالتك كلوفية تضرب تصرع و انا حاقرتها!
ايا استنيت شوية  و من بعد دخلوني لمكتب السيد الرئيس العام. سي الرئيس العام، راجل موهر يعمل في ستين سنة، مقدي، بلدي، ابيض احمر و الشيب زايدو وقار. نحنا بش نقعدو و تجيه السكرتيرة و تقلو عندك تلفون من لندرة، هوا يجي بش يتكلم تقلو عندك visio-conference مع سويسرا... هي تقول هكاكة وانا نزيد نصغار، و نحس وليت قدي قد القاعة. الحق الحق مش مستانسة بها الشي. 
معليناش، بعد ما كلم نصف الكرة الارضية مع احترام فارق التوقيت متاع اليابان و اتهني على وال ستريت حلت، رجعلي الراجل، ضحكلي ضحكة عريضة و بدا يعاين فيا. و كي نقول يعاين، scanner على حالو. اكا الCV  لا غزرلو لا حلو (انا قلت في قلبي يا خسارة الميتين فرنك متاع التيراج ع الصباح). و قبل ما يبدا يحكي، هز البرتابل و طلب مرا (اللي هي بش تطلع مرتو مبعد) و قالها بما معناه، سيب الpedicure, manicure و ايجا توا. 
- ايا بنتي، انتي قلتلي بنت شكون؟
- فلانة بنت فلتان.
- من فلتان متاع البلاصة الفلانية  ولا فلتان متاع البلاصة الفولانية؟
- لا لا، البلاصة الفولانية.
- اييه، متاع الربط و الا متاع سيدي فلتان و الا...
خليتو يسمي و بعد ما عرف الاصل و المفصل و طلع يعرف درا شكون يقرب لدرا اش اسمو، اتكي لتالي و قالي : 
- قتلي عمرك ٢٥ سنة، مرتبطة و الا مخطوبة و الا متكلمين عليك، والا عندك شكون و ناوين على قريب؟ 
- (مهمهت ، ما فهمتش اش نوه العلاقة السببية ما بين الخدمة و حياتي الشخصية، و مبعد قلت بالكشي هوا يحب شكون متفرغ للخدمة و ما عندوش ريق conge de maternite و الا ريق permission بش نخرج مع خطيبي للمسرح)، لا  لا، المكتوب بيد ربي. 
- (الراجل زادت ضحكتو وساعت و زاد عاود كلم مرتو متاع وينك) ايه، و قتلي علاه تحب تخدم؟
(غنيتلو غناية المهارات و الاستقلالية)
- وعلاه ما تقعدش بحذا اميمتك، منها تونسها ومنها تزيد تولي بنت دار بالقدا؟ مش باهيلك التمرميد في الكيران و انتي حليلتك هكا..
- (!!!!!!) لا لا عندي كرهبة، و البلاصة قريبة. 
-(الراجل تعقدت حواجبو شوية على ذكر الكرهبة) ايييه، ميسالش، مادام الكرهبة تستعملها في مصلحة، ميسالش. اما اللللله يهديهم بنات عقاب الزمان، بدعوا بيهم الكراهب. اما انتي، ظاهر.. بنية عاقلة و خاطيك 
الجملة الاخرانية قالها بنبرة تهديدية خلاتي قريب نحلفلو ع المصحف اللي خاطيني. احنا هكاكة و انا الدوخة بدات تلعب عليا م الغصرة، دق الباب و دخلت مرا موهرة، نصف عمر، زعرة، سيني ميني، تحكي بالكسرة. بلدية من قاع الخابية. تلفتلها السيد الرئيس العام بضحكة وااااسعة، متاع اه، اش قولك؟ هي غزرتلي من الفووووق للوطي، و هزت حاجب، متاع علاه لا. انا في وسط الحوار الصامت هذا، وليت نولج علي باب الهروب، و لوهلة خامرني سؤال هل انو اللي يترمي من الطاق الرابع يموت و الا لا.. و من بعد لعنت الشيطان و ركزت معاهم. 
بعد ما لخصلها المعلومات اللي انتزعها مني، تلفتلي  و استلمت دفة الحوار: 
- و شكون من بوك و الا امك عينيه فاتحة؟
- (انا ، سامحوني في ها الكلمة، جداقي طاح م البهتة) اه؟؟ امي، امي... 
- و انتي امك بنت شكون؟ 
و بعد دقيقتين من التخمين و التحليل و الفحص و التمحيص، طلعت امي كانت صاحبتها في الليسي كارنو، و شعرة لا خطبها خو المدام. شوف ازااااي! 
و احنا قاعدين، زاد دخل راجل، صغير، يعني في الثلاثين هكاكة، ازعر، عينيه فاتحة، طويييييل..  و بالرغم من ها المقومات هاذي، كان ماهوش مزيان، كان عليه نظرة سعادة ابدية مع سرحة في ملك ربي و جداقو حتي هوا طايح اما بصورة دايمة و علي جوانب فمو شوية بزاق (امي وقت اللي حكيتلها مبعد بخبرتها و حنكتها في تقطيع الخلق و ترييشهم، اختصرت ها الفقرة وصف في كلمة وحدة "مسهوك")
قعد قدامي، و سرح في صباطي، حتى حشمت و قلت لازم فيه شوية طبعة و الا حاجة. و مبعد هز عينيه و ضحكلي و قالي انتي السكرتيرة الجديدة؟ 
انا قلت فما لبس في الموضوع، خليني نوضحو : 
- لا لا، انا جيت علي الخدمة في الاستشارات، مش سكرتيرة. 
- (نقز بوه و قاللي)، هذيكة الخدمة اللي حاجتنا بيها، سكرتيرة خاصة للمدير العام، اللي هوا ولدي. و زاد وراهولي بيدو تقولش عليا ما فهمتش..  حاجتنا بيها تكون ديما معاه، في نفس البيرو، لازم تكون بنت ناس و presentableو تعرف تحكي. 
و هو يحكي ما نعرفش علاه جا في مخي وصف عروسة لولدو، مش سكرتيرة. تبهذلت و قلتلو، راهو ما عنديش مؤهلات سكرتيرة، ماهوش اختصاصي، واللي انا ما نجمش نخدم خدمة وقت كامل... ما نجمش نكون مع السيد ولدو المدير العام المسهوك... عندي قرايتي! 
ابتسملي ابتسامة تفهم و قالي، مزلت صغيرة، المرا نهايتها دارها و صغارها، اتوا نعطيك فرصة تفكر و تشاور داركم، هما ناس افهم منك، واللي اكبر منك بليلة، اكبر منك بحيلة... و الشهرية راهي كذا (و ذكرلي مبلغ فيه ثلاثة اصفار!)
سلمت و شكرت و استاذنت، وهبطت مكوخرة، الحكاية فيها ان. اي نعم انا ما خدمتش قبل و ما نعرفش comment ca se passe d'habitude اما زادة فطينة و ذكية، مش ريقتي سايلة على وجهي... الحكاية ما هضمتهاش... 
قلت انا مزلت بيها حتي نرجع للدار و نسال خالتي كلوفية؟؟ ماني مروحة الا ما نعرف الداقزة شنية. و انا هابطة نضرب اخماسي في اسداسي، عرضني العساس. قلت هاذي هيا! ما تعرف العلة و سبتها الا من العساس. و هاذي قاعدة اخري خوذوها من نسناسة، كان تحب تعرف الاخبار بالباء و التاء، ما عندك كان ثنيتين. يا البون، يا العساس. اما لازمك تعرف كيفاش تجيهم. صنعة التنسنيس كلها حذاقة راهو. 
المهم، جيت بحذاه و قتلو
- خويا ميسالش نرتاح بحذاك شوية؟ هاك ترا لابسة طالون و محطة الكار بعيدة (و انا اصلا ما نعرفش فما كار تتعدى من غادي و الا لا، اما لازم تحسسهم اللي انتي معاهم، كيفهم، التضامن بين قوى الشعب الكادحة وحدو وحدو يجيب نتيجة).
- ايييه اختي، الناس لبعضها. الله غالب الخبزة صعيبة. نجيب لاختي كاس تاي و الا دبوزة ماء؟ 
- لا يعطك الصحة، قلت تقولش عليك فعلت. انا نخاف م الاسانسير و رصاتلي طلعت للطاق الرابع (ركزوا ع المقدمة للتنسنيس)  في الدروج.
- ااه، انتي جيت للرابع؟ بوست سكرتيرة؟
- ايه، انشالله تخطف. زعمة تخطف؟ برشا جاو؟
- و الله اش تحبني انقلك. هوا كي ريتك من الاول قلت تخطف. اما كي قتلي محطة الكار، قلت ما تخطفش!
- وه، وه اشنية الغلبة؟ علاه عندهم بونطو بشركة النقل؟
- تي لا، يحبو على ناس كيفهم، مش متاع كيران، ناس عندهم.
- ياخي اش يهمهم، ياخي بش يخدموهم و لا بش يناسبوهم؟ 
- هاك قلتها وحدك! باش يناسبوهم! 
كي شافني سكت و نغزرلو غزره متاع شارب حاجة يا حاج، استرسل في الحديث: 
- و راس اختي كيما نقلك! الحكاية و ما فيها، ولدهم، مولي الشركة زعمة زعمة، كان عايش البره ، في بالهم مشى يقرا، هاو كمل هاو باش يروح، شي! هد عليه بوه مرة، لقاه عايش معا مرا و جايب منها وليد في الحرام! ايييييه، و النبي هكه! ايا عاد كركرو معاه، و حللو الشركة هاذي، و يحب يلقالو وحدة بنت حلال، بنت دار و عينيها مغمضة. ما عادش ينجم ياخذلو من عايلتهم و معارفهم، الحكاية فاحت  و حد ما يعطي بنتو. هاني قاعد هنا و ساكت، نشوف فيهم البنات طالعين هابطين، و هما تقولش يفرزوا في بالة، هاذي تصلح هاذي لا. برا اختي ربي يكتبلك القسم علي غير يديهم!
روحت على روحي و انا نضرب كف بكف. في بالي خالتي كلوفية فهمت من الجملة اللي قلتهالها، عل الاقل كلمة خدمة... اما ما ضاهرلي! 

كتبتها:bent 3ayla على الساعة: 1:19 م

تعليق 24Faubourg ...

loool j'adore hlouwa barcha hedhi...mezelhomchi!

2 يناير 2009 في 5:03 م

تعليق غير معرف ...

ابتسم انها تونس

3 يناير 2009 في 6:07 م